فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وشبه النفي : النهي . نحو : لا تزل قائما .
19 ـ ومنه قول الشاعر :
صاح شمر ولا تزل ذاكر المو ت فنسيانه ضلال مبين
الشاهد في البيت قوله : لا تزل فقد سبقت “ تزل “ بلا الناهية الجازمة ، وهي تفيد شبه النفي .
ومن شبه النفي الدعاء . نحو : لايزال الله محسنا إليك .
تنبيه : ويرجع اشتراط النفي ، وشبهه في عمل الأفعال السابقة ؛ لأن الجملة الداخلة عليها تلك الأفعال مقصود بها الإثباث ، وهذه الأفعال معناها النفي ، فإذا نفيت انقلبت إثباثا ؛ لأن نفي النفي إثباث .
ــــــــــــــ
1 ـ 34 غافر . 2 ـ 85 يوسف .
ويصح أن يكون النفي بالحرف كما مثلنا سابقا ، أو بغيره كالفعل الموضوع للنفي" ليس " ، أو بالاسم المتضمن معنى النفي كـ " غير " ، فتدبر .
ما يشترط في عمله أن تسبقه " ما " المصدرية الظرفية وهو الفعل " دام " .
43 ـ نحو قوله تعالى : { وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا }1 .
فـ " ما " مصدرية ظرفية ؛ لأنها تقدر مع فعلها بالمصدر ، وهو الدوام ، وتفيد الظرف وهو المدة ، التقدير : مدة دوامي حيا .
تنبيه : هناك أفعال جاءت بمعنى " صار " ، وأخذت حكمها من رفع المبتدأ ، ونصب الخبر وهي :
آض ـ رجع ـ عاد ـ استحال ـ ارتد ـ تحول ـ غدا ـ راح ـ انقلب ـ تبدل .
وقد يكون منها : قعد ، وجاء .
44 ـ نحو قوله تعالى : { فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا }2 45 ـ وقوله تعالى : { انقلبتم على أعقابكم }3 .
20 ـ ومنه قول كعب بن زهير :
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
ومنه قول أعرابي :
" أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة " .
ونحو : غدا الرجل راحلا ، ونحو : راح محمد راكبا .
وغيرها من الأمثلة التي استشهد بها النحويون على اعتبار أن هذه الأفعال ناسخة ،
تعمل عمل “ صار “ ، ومتضمنة لمعناها ، وإذا لم تتضمن معناها فهي تامة {4} .
والخلاصة : إن اعتبار هذه الأفعال من أخوات كان فيه نوع من التكلف ، وكد الذهن ،
ــــــــــــــــ
1 ـ 31 مريم . 2 ـ 96 يوسف .
3 ـ 144 آل عمران .
4 ـ انظر الكافية للرضي ج2 ص292 ، وشرح المفصل لابن يعش ج7 ص90 .
لأنها حين تعمل عملها تحتاج إلى تأويل ، وما ورد منها عاملا النصب فيما بعد الاسم كان مؤولا ، فهي بذلك لا تكون إلا تامة تكتفي بمرفوعها ، وما جاء بعدها منصوبا فهو حال .
فـ " صبرا ، وعلى أعقابكم " في الآيتين السابقتين ، الأول حال منصوبة من الضمير في ارتد ، والمعنى : أنه رجع إلى حالته الأولى من سلامة البصر {1} .
وكذلك " على أعقابكم " فهو كتعلق بمحذوف حال من الضمير المتصل في انقلبتم .
أما الشاهد في البيت فقوله : " آض كأنه سيوف " ، فـ " آض " في البيت تحتمل الوجهين وهما : الصيرورة ، والرجوع ، غير أن غلبة الصيرورة عليها بائنة